عامي الأول كلاجئة —مراهقة في بلد غريب
قبل أن تأتي أختي لكندا، كنت أذهب للمدرسة ويبقى عقلي في البيت
This article is a translation of "My year as a refugee: A teenager in a foreign land."
مافي أحلى من سوريا لما أختي يمان كانت معنا.
يمان عمرها 19 سنة .. أكبر مني بـ6 سنوات.
كانت أختي يمان تتجهز للسفر معنا إلى كندا من لبنان في بداية 2016، إلى أن رن الهاتف قبل ساعات من السفر.
"لا يسمح ليمان بالسفر معكم"
أنا تدمرت نفسياً.
لا أعرف ل ماذا لم يسمحوا لها بالقدوم معنا، لكن أتوقع توجب عليها أن تكون مع زوجها، وزوجها لم يسجل ملفاً مع منظمة الهجرة.
عندما ركبنا الطائرة في فبراير الماضي، لم يكن هناك أي نوع من الفرحة.
لا أتذكر سوى الألم في تلك الرحلة.
ألم فراق يمان.
لكن كل الشكر للذين ساعدونا .. ليس لهم مثيل.
لا زلت أتذكر اليوم الذي ألقيت فيه كلمة أمام عضو البرلمان الكندي في مدينة لانغلي وطالبت بها بقدوم أختي يمان لكندا، يومها لم أستطع إكمال الكلمة لأني تذكرت يمان .. وبكيت.
بقيت حزينة إلى أن أتى اليوم حين أخبرونا أن يمان ستأتي.
لم أصدق نفسي.
الحمدلله.
العضو البرلماني جون آلداغ ساعدنا بإحضار يمان.
طلب أهلي لقاءه ثم أخبروه بقصة يمان وحاجتنا لها، فقام بتلبية الطلب. شكراً سيد جون آلداغ.
عند وصولها مطلع هذا الشهر، لم نستطع أن نحضرها من المطار.
الجو كان بارداً والثلج كان في كل مكان.
لم يستطع أحد أن يأخذنا لرؤيتها.
لكنها أتت الينا في نهاية الأمر. طرنا من الفرحة.
وخاصة أخوتي.
أخوتي نغم وحسن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويمان كانت أكثر من يعتني بهم سابقاً.
فرحتهم لرؤية يمان أعطتنا الفرحة، فهم متعلقون بها جداً.
كما رأينا طفل يمان الذي ولد مؤخراً في لبنان بعد رحيلنا.
لم نره سابقاً إلا بالصور.
اتمنى الآن أن تساعدوني في أن أجد لها بيتاً قريباً منا، فهي تسكن بعيدة في فانكوفر ونحن في لانغلي.
يمان طلبت من المسؤولين أن يجدوا لها بيتاً في لانغلي قريباً منا، لكنهم قالوا إنه لا يوجد أماكن للسكن في مدينتنا.
لا أعلم ماذا سيحصل.
ولكننا لا نخبر أخوتي بأن يمان قد لا تعيش في مدينتنا.
الآن هي تأتي فقط للزيارة .. لأنهم لا يسمحوا لها بأن تبقى هنا معنا.
كل ما تعود يمان للفندق في فانكوفر يبدأ أخوتي في البكاء.
بالنسبة للمدرسة فأنا أحبها لأنها تعل مني الكثير من الأمور الجديدة.
في يومي الأول قاموا بامتحاني باللغة الإنجليزية وكانت نتيجتي جيدة لأنني درست الإنجليزية أثناء ارتيادي لمدرسة خاصة في لبنان. كان المدرسون معجبين بلغتي الانجليزية.
يسألني الجميع إن كان هناك أي مضايقات في المدرسة ولكن على العكس، الجميع متعاطف معي لأنهم يعرفون قصتي.
ساندني جميع زملائي في المدرسة.
صديقاتي المقربات كانوا يوردانس وميبراك من السودان.
كانوا يتعلمون الانجليزية أيضاً فكنا نساند بعضنا البعض ونتمرن على الانجليزية سوياً.
كما ساعدني صديقاتي كثيراً عندما كنت أمر بمحنة فراق أختي.
أيضا، صوفيا.
صوفيا فتاة كندية كانت تساعدني كثيراً في تعلم الانجليزية. للأسف صوفيا وضعت في صف مختلف هذه السنة.
صوفيا ويوردانس وميبراك كانوا فرحين جداً لي عندما أتت أختي.
بالنسبة لمستوى دراستي، ففي البداية كان المدرس يأتي ليشرح لي شرحاً اضافيا اثناء وقت الفراغ في الحصة لأني واجهت صعوبة في الفهم، أما الآن فأنا أتابع الدرس مثلي مثل بقية الطلاب.
الآن يمان تساعدني ونفسيتي تغيرت فأنا أفكر أكثر بحياتي هنا.
بعد رؤيتي لعائلتي فرحة ومبتهجة .. ارتفعت معنوياتي كثيراً.
في البداية كنت أذهب إلى المدرسة وعقلي في البيت.
الآن إختلف الموضوع.
أنا سعيدة جداً لأني في كندا، والسبب الرئيسي هو أن الناس حولي طيبون جداً.
أتمنى أن أعيش بقية حياتي هنا.
سيبقى حبي لسوريا للأبد لأنها بلدي، لكني أتمنى أن أبقى في كندا خاصة وأن يمان معي الآن.
This column is part of CBC's Opinion section. For more information about this section, please read this editor's blog and our FAQ.